حين نتحدث عن انحرافٍ دخل في الحقبة الأخيرة على الأحكام الشرعية المتعلقة بالسياسة وأحكام الولاية، فحديثنا هنا عن تحوُّلٍ كبيرٍ اتسع طولًا وعرضًا، ثم تغلغل إلى الأعماق حتى طال عند بعض الناس (شعور القلب) تجاه الملوك والرؤساء.
ولنتأمل هنا في أنموذجين لسؤالين متشابهين، عُرض أحدهما في زماننا هذا على عالمٍ معروفٍ له مكانةٌ ومنزلةٌ، بينما عُرض السؤال الآخر قديمًا على إمامٍ كبيرٍ من أئمة أهل السنة والجماعة.
ففي تسجيل شائع لا يزال محفوظًا على (يوتيوب)، سئل الشيخ صالح الفوزان عن رأيه فيمن يقول: (إنه لا يلزمني الدعاء لولي الأمر)، فقال الشيخ للسائل:
(لأنك لا تحبُّ وليَّ الأمر، وهذا دليلٌ على النفاق، وليُّ الأمر يُحبُّ ويُدعى له، كان السلف يدعون لولاة الأمر على المنابر، يدعون بتوفيقهم، بصلاحهم بهدايتهم، لأن هذا من صلاح المسلمين، من نفع المسلمين، ولا ينكر هذا إلا من عنده روح الخوارج، روح النفاق والعياذ بالله)!.
هكذا أجاب الشيخ-ختم الله له بالخيرات-، وحاصل جوابه:
-أن محبَّة وليِّ الأمر واجبة!
-وأن من لا يحبُّه منافق!
-وأن الذي لا يلتزم الدعاء له عنده روح الخوارج وروح النفاق!
والشيخ هنا أطلق الكلام ولم يقيده، فلم يفرق بين عادلٍ وظالمٍ، ولا بين إمامٍ صالحٍ وآخر فاسقٍ فاجرٍ، (على تقدير وجود الإمام الصالح في زماننا). فلا تفصيل في كلام الشيخ ولا تفريق في وجوب المحبَّة بين مثل الصِّديق ومثلِ يزيد بن معاوية، ولا بين عمر الفاروق والحجاج بن يوسف، ولا بين عمر بن عبد العزيز وأمثال عبيد الله بن زياد، فكل هؤلاء-حسب ظاهر رأي الشيخ-تجب محبُّتهم لأنهم ولاة أمرٍ، ومن لا يحبُّهم ويدعو لهم ففيه روح الخوارج والمنافقين!
ولم يستثن الشيخ حكام الوقت ممن يتبعون سياساتٍ تهدم التوحيد وتزعزع الدين والأخلاق، فبما أن الجميع ولاة أمرٍ، فحبُّهم واجبٌ متعيِّنٌ!
مثل هذه الإطلاقات المتهورة لطالما أفسدت وأضلَّت وتسبَّبت في تحريف الدين والعبث به تحت اسم طريقة السلف ومذهب أهل السنة والجماعة.
فإن أردنا كشف مقدار ما في هذه الفتيا من شططٍ، فلننظر إلى أنموذجٍ أنقى وأكثر علوًّا وأصالةً، فقد نقل لنا صالح بن الإمام أحمد بن حنبل أنه سأل أباه وقال: (إن قومًا يقولون: إنهم يحبُّون يزيد؟) يعني يزيد بن معاوية.
هنا عجب الإمام أحمد من السؤال وقال مستنكرًا: (وهل يحب يزيدَ أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر؟!) (مجموع فتاوى ابن تيمية (4/483)، والآداب الشرعية (1/269)).
هكذا كان جواب الإمام الجبل أحمد بن حنبلٍ، وفيه أن حبَّ يزيد وأضرابه من ولاة الجور لا يجتمع مع الإيمان الكامل بالله واليوم الآخر!
ويزيد-على فِسقه وظلمه-ملكٌ كسائر الملوك، وفيمن جاء بعده مَن هم أسوأ حالًا منه، فهو كما قال الإمام الذهبي: (له نظراء من خلفاء الدَّولتين، وكذلك في ملوك النواحي، بل فيهم من هو شرٌّ منه. وإنما عظم الخطب، لكونه وَلِيَ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع وأربعين سنة، والعهد قريبٌ، والصحابة موجودون) (سير أعلام النبلاء (4/36)).
وإذا كان من عوائد أهل الغلوِّ والنِّفاق تعداد إنجازات الظلمة لتغطية فِسقهم وفجورهم، فيمكن لمن يهوى يزيدَ أن يَعُدَّ له فضيلةً ليست لأحدٍ ممن جاء بعده من ولاة الجور! فيزيد كان قائد الجيش المجاهد الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (أولُ جيش من أُمتي يغزون مدينة قيصر مغفورٌ لهم)، كما ثبت في صحيح البخاري.
فيزيد كان قائد ذلك الجيش بالاتفاق (فتح الباري (6/103))، ومع ذلك فالإمام أحمد يستنكر ويعجب ممن يحبُّه، ويرى محبَّته تتنافى مع كمال الإيمان بالله واليوم الآخر.
وعلى درب الإمام أحمد يقول الحافظ ابن حجر، عن يزيد: (أما المحبَّة فيه والرفع من شأنه، فلا تقع إلا من مبتدعٍ فاسد الاعتقاد؛ فإنه كان فيه من الصفات ما يقتضي سلبَ الإيمان عمن يحبُّه، لأنَّ الحبَّ في الله والبغض في الله من الإيمان) (الأسئلة المطبوعة بذيل الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع (ص96)).
فلننظر في هذا، ثم لنرجع لفتيا الشيخ صالح الفوزان التي تقتضي أن مثل يزيد-باعتباره وليَّ أمرٍ-فمحبَّته واجبةٌ، وكرهُه علامةٌ على النفاق وروح الخوارج!
حين نقرن بين فتيا الإمام أحمد وفتيا الشيخ الفوزان، يظهر لنا البون الشَّاسع بين الصورة الحقيقية التي كان عليها سلف الأئمة، وبين الصورة الأخرى المحرَّفة التي ترسمها الكثير من الفتاوى المعاصرة، التي تخلط بين الأمر بطاعة الجائر في المعروف، وبين محبَّته ومودَّته!
ورغم الفرق الكبير بين مثل الشيخ الفوزان وبين ركنٍ كبيرٍ كالإمام أحمد، إلا أنه لا مانع من اطراح الأسماء جانبًا والانتقال إلى وزن جوابيهما بميزان الكتاب والسنة وبقواعد معتقد أهل السنة والجماعة؛ فمن الأصول الكبرى الثابتة بأدلة الوحي، المتفق عليها بين أهل الإسلام أن الحب والبغض الدينيَّ مداره على الإيمان والكفر، والطاعة والمعصية؛ فالمحبَّة إنما تُعلق على الإيمان والصلاح، لا على الفوز بعرش الملك؛ إذ الولاية ليست منقبةً في نفسها، وإنما العبرة بسيرة صاحب الولاية وعدله، ولا يمكن لعالمٍ-أو حتى عاقلٍ غير عالمٍ-أن يقول: إن الفاجر يجب بغضه لفجوره، فإذا تولى الملك ولبس التاج وجبت محبَّته!
الولاة والسلاطين شأنهم كشأن سائر الناس فيما يتعلَّق بالحبِّ والبغض؛ فالصالح منهم يُحبُّ، والظالم يُكره ويُبغض بقدر ظلمه ومعصيته، وفي هذا المعنى يقول أبو جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة: (وَنُحِبُّ أَهْلَ الْعَدْلِ وَالْأَمَانَةِ، وَنُبْغِضُ أَهْلَ الْجَوْرِ وَالْخِيَانَةِ).
حين نقرن بين فتيا الإمام أحمد وفتيا الشيخ الفوزان، يظهر لنا البون الشَّاسع بين الصورة الحقيقية التي كان عليها سلف الأئمة، وبين الصورة الأخرى المحرَّفة التي ترسمها الكثير من الفتاوى المعاصرة، التي تخلط بين الأمر بطاعة الجائر في المعروف، وبين محبَّته ومودَّته!
ويقول ابن أبي العز في شرح هذه العبارة: (وَهَذَا مِنْ كَمَالِ الْإِيمَانِ وَتَمَامِ الْعُبُودِيَّةِ… وَاللَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَيُحِبُّ الْمُتَّقِينَ، وَيُحِبُّ التَّوَّابِينَ، وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ، وَنَحْنُ نُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ.
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ، وَلَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ، وَلَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَنَحْنُ لَا نُحِبُّهُمْ أَيْضًا، وَنُبْغِضُهُمْ، مُوَافَقَةً لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى) (شرح العقيدة الطحاوية (2/546)).
وتعليق المحبَّة على الإيمان من أوثق عرى الإيمان ومن قواعد توحيد الله والإيمان به، ومن علَّق الحبَّ والكُره الإيماني على غير هذا المعنى، فقد خرج عن جادَّة الحقِّ، وأحدث في دين الله وتوحيده ما ليس منه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَكَمَالُ هَذَا التَّوْحِيدِ هُوَ أَنْ لَا يَبْقَى فِي الْقَلْبِ شَيْءٌ لِغَيْرِ اللَّهِ أَصْلًا، بَلْ يَبْقَى الْعَبْدُ مُوَالِيًا لِرَبِّهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، يُحِبُّ مَنْ أَحَبَّ وَمَا أَحَبَّ، وَيُبْغِضُ مَنْ أَبْغَضَ وَمَا أَبْغَضَ، وَيُوَالِي مَنْ يُوَالِي، وَيُعَادِي مَنْ يُعَادِي، وَيَأْمُرُ بِمَا يَأْمُرُ بِهِ، وَيَنْهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ) (نقله ابن القيم في مدارج السالكين (3/450)).
وبغض الله لأئمة الجور ثابتٌ بعشرات الأدلة الجليَّة التي يُفترض ألا تخفى على مسلمٍ، إذ يكفي في ذلك قوله تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]، وقوله: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57]، وفي سنن النسائي من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَرْبَعَةٌ يَبْغُضُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْبَيَّاعُ الْحَلَّافُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْإِمَامُ الْجَائِرُ) (سنن النسائي (2576)). فإذا كان الله-جلَّ وعزَّ-يبغض الإمام الجائر، فهل سيُوجب على الناس محبَّته؟!
لم يكن أئمة السلف يحبون أئمة الجور ولا كانوا يأمرون بذلك حاشاهم، بل كانوا ينفرون منهم ويبغضونهم ويبغضون طريقتهم، ومن الخطأ العظيم الخلط بين أمرهم بطاعة السلطان المسلم إذا أمر بالمعروف والخير، وبين إيجاب محبَّته ومودَّته.
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ، وَلَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ، وَلَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَنَحْنُ لَا نُحِبُّهُمْ أَيْضًا، وَنُبْغِضُهُمْ، مُوَافَقَةً لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى) (شرح العقيدة الطحاوية (2/546)).
يقول الإمام الكبير أبو بكر الخلال الحنبلي: (وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَغَيْرِهِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: “{أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] إِذَا ذُكِرَ لَهُمْ مِثْلُ الْحَجَّاجِ وَضَرْبِهِ”، وَنَحْنُ نَتَّبِعُ الْقَوْمَ وَلَا نُخَالِفُ، وَنَتَّبِعُ مَا قَالَ الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ، فَهُمَا الْإِمَامَانِ الْعَدْلَانِ فِي زَمَانِهِمَا، الْوَرِعَانِ، الْفَقِيهَانِ، وَمِنْ أَفَاضِلِ التَّابِعِينَ، وَمِنْ أَعْلَمِهِمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَأَمْرِ الدِّينِ) (السنة لأبي بكر الخلال (1/225)).
تلك هي طريقة أئمة الإسلام، ومواقفهم في ذم أئمة الجور وكراهتهم والنفرة منهم ليست شيئًا خاصًّا بمثل الحَجَّاج أو يزيد بن معاوية، بل هو حكمٌ عامٌّ لكل من ضيع الدِّين، وانتهك الحرماتِ، وولغ في الظلم والفسق، كما هو الغالب على أصحاب الولايات الجبريَّة التي جاءت بعد زمن الخلافة الراشدة!
فلو لم يكن من فعال هؤلاء إلا الغلول والخوض في مال المسلمين دون وجه حقٍّ، لكان ذلك كافيًا في الحكم بفسقهم وسقوط عدالتهم ودخولهم في زمرة السُّرَّاق، كيف وهم يجمعون مع ذلك ألوانًا من الفساد، زيادةً على تقصيرهم فيما يجب عليهم شرعًا من إقامة الدين والحكم به، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وردع الفساد وأهله، ونحو ذلك مما يُعَدُّ المقصود الأكبر للولاية؟!
ففي إشارة لتفريط أمراء بني أمية في هذا الجانب العظيم كان الإمام أحمد بن حنبل يثني على عمر بن عبد العزيز، ويقول: (جَاءَ إِلَى أَمْرٍ مُظْلِمٍ فَأَنَارَهُ، وَإِلَى سُنَنٍ قَدْ أُمِيتَتْ فَأَحْيَاهَا، لَمْ يَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَلَا خَافَ فِي اللَّهِ أَحَدًا، فَأَحْيَا سُنَنًا قَدْ أُمِيتَتْ، وَشَرَّعَ شَرَائِعَ قَدْ دَرَسَتْ) (رواه الخلال في السنة (1/87)).
هذا قول أحمد في وصف الحال التي سبقت زمن عمر بن عبد العزيز، مع أن الخلفاء الذين قصدهم كانوا أمثل بكثيرٍ ممن جاء بعدهم، ولم يكن فيهم من يملك مؤسساتٍ للفساد والإفساد مُسلَّطة على أديان الناس وعقولهم، كما هو الحال في حكام زماننا الذين جمعوا بين الفساد والإفساد العريض!
لذلك نقول: إنَّ من الخلط القبيح إطلاقَ القول بأن محبَّة أمثال هؤلاء واجبةٌ، فضلًا عن أن يكون عدمها علامةً على النفاق أو مذهب الخوارج! كيف وقد صحَّ عن النبيِّ-صلى الله عليه وسلم-قوله: (الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)؛ أي يحشر يوم القيامة مع من أحبَّ، وهذا حكمٌ عامٌّ لا مُخصِّص له كما يقول ابنُ القيم (مدارج السالكين (2/80))، ولا ريب أن المؤمن لا يودُّ أن يحشر مع ولاة الجور والفسوق!
والذي يُوجب على الناس محبَّةَ ولاة الجَور، سيفتح لهم باب الركون إليهم وإعانتهم على ظلمهم، وهو ما بتنا نراه ونسمعه من بعض من تشرَّب مثل هذا المذهب المنحرف، فزلَّت به القدم وغدا أحد أدوات الظلم والبغي، حتى صرنا لا نميز بين فعال العساكر والشُّرَط، وبين آراء كثيرٍ من المنتسبين للعلم والفتيا أو القضاء أو التعليم الشرعي!
ولا عجب في هذا؛ فحين يتشبَّع القلب بمحبَّة الظلمة، أو تضعف فيه كراهتهم وكراهة فعالهم، تموت فيه الغيرة والحميَّة، فلا ترى صاحبه يغضب لحدود الله وحرماته التي ينتهكها محبوبه ومولاه، بل تراه يختار إغماض عينيه عن ذلك، وقد يزيد فيُدمن ذكر مناقب سيِّده والتذكير بفضائله والتماس المعاذير لفجوره، وقد ينزل دركةً إلى الأسفل فيطلق لسانه بعيب من لا يمدح محبوبَه ويشيد بإنجازاته، فإن طال عليه الأمد وطُبع على قلبه، تحوَّل إلى مسخٍ مفتونٍ لا يُتقن سوى مهنة شعراء البلاط!
وقد ثبت في صحيح مسلم أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ، فَعَمِدَ الْمِقْدَادُ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ الْحَصْبَاءَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمِ التُّرَابَ).
هذا ما فعله المقداد رضي الله عنه مع من يمدح الخليفة الراشد عثمان بن عفان، فما عساه يفعل لو رأى من جعل دينه وديدنه سكب الثناء لحاكمٍ أكلَ السُّحت، وضيَّع الدِّين، وأشاع الفساد، وانتهك الحرمات؟!
ألا ما أكثر الوجوه التي استحقت بجدارةٍ أن يُحثى فيها التراب والتبن!